عدت متعبة من العمل قبل موعدي بساعتين بعد أن أرسلت محب إلى منزل والدتي، قررت أنني اليوم سأعد له وجبة فاخرة وأريحه من فوضى صغيري ليته يرحمني من تأففه المستمر، قلت اليوم ستكون الوليمة التي ستسكته لسنوات، اعتنيت باختياري للمواد اخترت لنا الاثنين بيدين واثقتين، الليلة سأمارس بعضاً من السحر الذي أورثتني اياه أمي، سأطحن حبوب البهار بيدي، وسأرشه بأطراف أصابعي بدلال وأزين الصحن بأوراق الورد، سيكون عشاءً فاخراً كعشائنا الأول، وصلت المنزل وارتعشت حين رأيت سيارته وسيارة سما تقفان وراء بعضهما البعض، الآن وفي هذه الساعة ودون أي مقدمات خفت أن أخطو خطوة واحدة، انزلت من يدي ما أحضرته واتجهت بهدوء إلى حديقة المنزل ومنها إلى شباك غرفة نومي، سمعت صوتهما دون تحفظ وبدأ ارتباكي لألتف حول نفسي مشيرة إلى شفتاي أن اصمتا، لا أريد لأحد أن يسمعكما، ولا يزال الصوت يرتفع وأنا التف وأبكي اصمتا رحمة بي اصمتا، سيعلم الجميع اصمتا، سيسمعكما محب اصمتا، سيأتي الجميع ويعرفوا بكم اصمتا، بدأت أرجف مع رجفاتهما المتكررة وأمعن في الضغط على شفتاي وعيناي، ماالذي يحصل لي لما لا أفتح باب المنزل وأعلمهما بعلمي، ولما أصمت؟
لونا داود عريقات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق